كثيرا ما يقلد الأطفال البالغين, و حتى في اصغر الأشياء, كما يفرحون كثيرا بقدوم شهر رمضان, فيقلدون الكبار رغم سنهم الصغير.
كما يشجع الآباء و الأمهات أبناءهم على الصيام تدريبا لهم و لتهيئتهم للصيام المفروض. و في الكثير من الأحيان ما يرافق هذا التدريب ارتياب و قلق من قدرة الصغار على التحمل. لذا نرى بعض الآباء كثيري الخوف على أبناءهم من الصيام كما نجد عكس ذلك ممن يحملون أبناءهم أكثر من طاقتهم.
ان الجوع و العطش قد يضر بأجساد الأطفال اذا كانا دون خطة محكمة للحفاظ عيهم.
يمكن السماح للأطفال بالصيام ابتدءا من سن السابعة, و ذلك بالسماح له بصيام جزء من اليوم فقط لاحتياجه الى المغذيات الكافية لنمو جسده. اما الأطفال الذين بلغوا سن العاشرة فيمكنهم أداء الصيام كاملا مع بعض المشقة, لذا حتى هم لا يجب تحميلهم اكثر من طاقتهم.
و لتعويد الأطفال على الصيام يمكن إتباع احدا الخطط التالية :
ان نطلب من الطفل ان يصوم من الفجر الى الظهيرة, فيتناول الغذاء و يعاود الصيام حتى الغروب.
اما الخطة الثانية هي ان نطلب من الطفل في العشر الأوائل ان يصوم من الفجر الى الظهر, و في العشر الأيام الثانية ان يصوم من الظهر الى المغرب, و في العشر الأواخر نطلب منه محاولة صيام اليوم كاملا.
كما انه من المهم خلال الصيام مراقبة الطفل الصائم, و تفقده و رصد المضاعفات طيلة النهار و ايقاف الصيام في حالة عدم قدرته على التحمل.
كما علينا الأخذ بعين الاعتبار من يلي :
ان الطفل في حاجة الى الكثير من النشويات لأنه كثير الحركة و اللعب. لذا فان مراقبة انخفاض السكر لديه يجب ان لا نغفل عنها و قد تظهر على شكل شحوب الوجه او تثاقل في الحركة.
كما يجب تقديم الفطور و تأخير السحور قدر الإمكان لمساعدتهم على تحمل مشقة الصيام. و عدم السماح له بالصيام اذا لم يتسحر لكي لا يتعرض للجفاف.
على الآباء معرفة ان البنية الجسدية تختلف من شخص لاخر, لذا فتحملهم الصيام يختلف من طفل لأخر.
يمنع و يحذر الأطباء من صيام الأطفال المصابين بأمراض مزمنة كالربو و السكري و التهاب الكلى المزمنة و فقر الدم و غيرها من الأمراض المزمنة التي قد تحدث مضاعفات لدى الطفل.
اما يجب إيقاف الصيام مباشرة اذا ما أصيب الطفل بحالة مرضية كالحمى او التهاب الرئتين.
و أخيرا يجب علينا معرفة ان إفطار الطفل يجب ان يكون متوازنا مثله مثل البالغين, غنيا بالسوائل و النشويات. كما انه على الطفل عدم إجهاد نفسه خلال الصيام و ان لا يمارس الرياضة بشكل مجهد.
كما انه من المهم جدا شكر الأطفال على تحملهم مشقة الصيام في كل مرة يصومون فيها لما في ذلك من تأثير على صحتهم النفسية.