بكاء, صراخ, ضحك عالي, قفز على الأقدام. عادة ما يقف الأولياء مكتوفي الأيدي أمام تصرفات أبنائهم و مشاعرهم, و يحاولون تهدءتهم بأي شكل و غالبا بالشكل الخاطئ, وهذا يحمل جانبا من الخطر على شخصية أبنائهم. إن فهم الأطفال و فهم تصرفاتهم قد يكون الطريق السليمة لمعالجة نفسية أبنائهم.
» إن المشاعر هي أكثر ما يؤثر فينا, و مشاعر أطفالنا بشكل اكبر, فهي تقلقنا و عادة ما نجهل كيف نتصرف أمامها والكثير من الأولياء ما يسيء التصرف » تقول الأخصائية النفسية Isabelle Filliozat .
طفلك يغضب كثيرا :
أمام نوبات الغضب أو صراخ الأطفال, عادة ما يمسك الأولياء أبناءهم من أيديهم لتهدئتهم. » من الأحسن تركهم التعبير عن طريق الصراخ, لأنهم بحاجة إلى ذلك » تقول الأخصائية النفسية. عندما يكونون صغارا فهم على الأرجل لا يعرفون تسمية مشاعرهم , و إن هذا لمن واجب الأولياء. يمكن مخاطبتهم بحوار مثل » أنا اغرف انك غاضب لعدم سماحي لك ب… » الهدف من هذا الخطاب هو وصف و تسمية الأشياء لكي يكتسب الطفل قاموس كلماته, و كلما كبر هذا القاموس كلما ابتعد الطفل عن التعبير بطريقة عنيفة.
طفلك يبكي بشدة :
إن الأطفال يواجهون مخاوف كثيرة, لطالما تعيق طريق نموهم على المستوى الشخصي و النفسي. التعامل مع هذا النوع من الحالات ليس بالشيء البسيط. فالكثير من الأولياء ما يحاولون حمايتهم و مراقبتهم أكثر من اللازم لدرجة إن يحس الطفل انه يعيش داخل سجن.فإذا كان طفلك مثلا يخاف من الماء, فهذا لا يعني أننا سنحرمه من المسبح الو الشاطئ, و لا يعني أيضا أن نجبرهم على الذهاب, فلا يمكن للأولياء أن يبعدوا أطفالهم كل البعد عن مخاوفهم ولا أن يدفعوهم إلى مواجهتها بشدة و أما دورهم الاستماع لأطفالهم و إعطائهم كل المعلومات التي يحتاجونها لكي يتغلبوا على مخاوفهم بأنفسهم لإكسابهم الثقة في النفس.
طفلك حزين :
إن مخاوف الطفل قد تكون مصدق قلق للأولياء, فيزيد إحساسهم بالعجز و الفشل أمام ما يعانيه طفلهم. لذا فأول ما يقوم به الأولياء عندما يبدأ أطفالهم بالبكاء هو محاولة إيقاف دموعهم, مع أن البكاء يمكن أن يساعدهم, لان البكاء و بطريقة سايكلوجية طريقة من طرق محاربة الحزن. عندما يواجه الطفل اختبار الفقدان, فقدان ألعابه أو صديق انتقل للعيش بعيدا فانه يمر بمرحلة الم كبيرة, سيتمكن من تخطيها عن طريق البكاء و كل ما علينا إن نفعله هو إظهار التفهم لوضعه عوض محاولة إيقاف طريقته في التعبير عن ما يحس أو صرف تفكيره إلى شيء أخر.
طفلك يضحك بجنون :
يضحك لدرجة البكاء, يقفز في كل إرجاء المنزل, وكل جسده يعبر عن فرحه. لكن لا يكون التوقيت المناسب بالنسبة للأولياء. فيمكن أن يكون الأولياء مشغولون أثناء قدوم طفلهم بفرح ليريهم رسما انتهى من انجازه. في مثل هذه الحالات لا يجب أبدا نبذ الطفل أو توبيخه إنما على الأولياء أن يشرحوا له انشغالهم في الوقت الحالي و أنهم سيتفرغون له حين تمكن لهم. تقاسم الفرحة مع الطفل شيء مهم جدا. بعد يوم متعب من العمل و الضغوطات من الطبيعي أن يشعر الأولياء بشيء من التوتر و الغضب أمام بعض تصرفات أطفالهم, و أول ما يطلبونه من أطفالهم هو العدول عن الكلام وهذا خطئ فمن الأحسن الدخول معهم في عالمهم و مرافقتهم خلال تلك المدة التي تغمر أطفالهم بالفرحة, فكلما أعطينا الأطفال أهمية أكثر من تعبنا و قلقنا كلما تمكنا من الاقتراب إليهم أكثر.
إن المشاعر المفرطة عند طفلكم يعني مشكلا في نفسيتهم و غالبا ما يكون الخوف أو القلق, فمن واجب الأولياء الاقتراب من أطفالهم و محاولة معرفة المشكل لإيجاد أحسن الحلول دون التأثير على الصحة النفسية لطفل.